وقتی امام رضا ع شرط برای دیدار بیان کرد!
متن :
لَمَّا جَعَلَ الْمَأْمُونُ إِلَى عَلِیِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ( علیه السَّلام ) وِلَایَةَ الْعَهْدِ ، دَخَلَ عَلَیْهِ آذِنُهُ ، وَ قَالَ : إِنَّ قَوْماً بِالْبَابِ یَسْتَأْذِنُونَ عَلَیْکَ ، یَقُولُونَ نَحْنُ شِیعَةُ عَلِیٍّ .
فَقَالَ ( علیه السَّلام ) : " أَنَا مَشْغُولٌ ، فَاصْرِفْهُمْ " .
فَصَرَفَهُمْ ، فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْیَوْمِ الثَّانِی جَاءُوا ، وَ قَالُوا کَذَلِکَ مِثْلَهَا ، فَصَرَفَهُمْ ، إِلَى أَنْ جَاءُوا هَکَذَا یَقُولُونَ وَ یَصْرِفُهُمْ شَهْرَیْنِ .
ثُمَّ أَیِسُوا مِنَ الْوُصُولِ ، وَ قَالُوا لِلْحَاجِبِ : قُلْ لِمَوْلَانَا إِنَّا شِیعَةُ أَبِیکَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ( علیه السَّلام ) ، وَ قَدْ شَمِتَ بِنَا أَعْدَاؤُنَا فِی حِجَابِکَ لَنَا ، وَ نَحْنُ نَنْصَرِفُ هَذِهِ الْکَرَّةَ ، وَ نَهْرَبُ مِنْ بَلَدِنَا خَجِلًا وَ أَنَفَةً مِمَّا لَحِقَنَا ، وَ عَجْزاً عَنِ احْتِمَالِ مَضَضِ مَا یَلْحَقُنَا بِشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ .
فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا ( علیه السَّلام ) : " ائْذَنْ لَهُمْ لِیَدْخُلُوا " .
فَدَخَلُوا عَلَیْهِ ، فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ ، فَلَمْ یَرُدَّ عَلَیْهِمْ ، وَ لَمْ یَأْذَنْ لَهُمْ بِالْجُلُوسِ ، فَبَقُوا قِیَاماً .
فَقَالُوا : یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، مَا هَذَا الْجَفَاءُ الْعَظِیمُ ، وَ الِاسْتِخْفَافُ بَعْدَ هَذَا الْحِجَابِ الصَّعْبِ ، أَیُّ بَاقِیَةٍ تَبْقَى مِنَّا بَعْدَ هَذَا ؟!
فَقَالَ الرِّضَا ( علیه السَّلام ) : " اقْرَءُوا : { وَ ما أَصابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِما کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ وَ یَعْفُوا عَنْ کَثِیرٍ } 1 ، مَا اقْتَدَیْتُ إِلَّا بِرَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فِیکُمْ ، وَ بِرَسُولِ اللَّهِ ، وَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ، وَ مَنْ بَعْدَهُ مِنْ آبَائِیَ الطَّاهِرِینَ ( علیهم السلام ) ، عَتَبُوا عَلَیْکُمْ ، فَاقْتَدَیْتُ بِهِمْ " .
قَالُوا : لِمَا ذَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ؟
قَالَ : " لِدَعْوَاکُمْ أَنَّکُمْ شِیعَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ( علیه السَّلام ) ، وَیْحَکُمْ ، إِنَّمَا شِیعَتُهُ الْحَسَنُ ، وَ الْحُسَیْنُ ، وَ أَبُو ذَرٍّ ، وَ سَلْمَانُ ، وَ الْمِقْدَادُ ، وَ عَمَّارٌ ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی بَکْرٍ ، الَّذِینَ لَمْ یُخَالِفُوا شَیْئاً مِنْ أَوَامِرِهِ ، وَ لَمْ یَرْکَبُوا شَیْئاً مِنْ فُنُونِ زَوَاجِرِهِ .
فَأَمَّا أَنْتُمْ إِذَا قُلْتُمْ إِنَّکُمْ شِیعَتُهُ ، وَ أَنْتُمْ فِی أَکْثَرِ أَعْمَالِکُمْ لَهُ مُخَالِفُونَ مُقَصِّرُونَ فِی کَثِیرٍ مِنَ الْفَرَائِضِ ، مُتَهَاوِنُونَ بِعَظِیمِ حُقُوقِ إِخْوَانِکُمْ فِی اللَّهِ ، وَ تَتَّقُونَ حَیْثُ لَا یَجِبُ التَّقِیَّةُ ، وَ تَتْرُکُونَ التَّقِیَّةَ حَیْثُ لَا بُدَّ مِنَ التَّقِیَّةِ .
فَلَوْ قُلْتُمْ إِنَّکُمْ مُوَالُوهُ ، وَ مُحِبُّوهُ ، وَ الْمُوَالُونَ لِأَوْلِیَائِهِ ، وَ الْمُعَادُونَ لِأَعْدَائِهِ ، لَمْ أُنْکِرْهُ مِنْ قَوْلِکُمْ ، وَ لَکِنْ هَذِهِ مَرْتَبَةٌ شَرِیفَةٌ ادَّعَیْتُمُوهَا ، إِنْ لَمْ تُصَدِّقُوا قَوْلَکُمْ بِفِعْلِکُمْ هَلَکْتُمْ ، إِلَّا أَنْ تَتَدَارَکَکُمْ رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ " .
قَالُوا : یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، فَإِنَّا نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ نَتُوبُ إِلَیْهِ مِنْ قَوْلِنَا ، بَلْ نَقُولُ کَمَا عَلَّمَنَا مَوْلَانَا ، نَحْنُ مُحِبُّوکُمْ ، وَ مُحِبُّو أَوْلِیَائِکُمْ ، وَ مُعَادُو أَعْدَائِکُمْ .
قَالَ الرِّضَا ( علیه السَّلام ) : " فَمَرْحَباً بِکُمْ یَا إِخْوَانِی وَ أَهْلِ وُدِّی ، ارْتَفِعُوا ، ارْتَفِعُوا ، ارْتَفِعُوا " .
فَمَا زَالَ یَرْفَعُهُمْ حَتَّى أَلْصَقَهُمْ بِنَفْسِهِ .
ثُمَّ قَالَ لِحَاجِبِهِ : " کَمْ مَرَّةً حَجَبْتَهُمْ " ؟
قَالَ : سِتِّینَ مَرَّةً .
فَقَالَ لِحَاجِبِهِ : فَاخْتَلِفْ إِلَیْهِمْ سِتِّینَ مَرَّةً مُتَوَالِیَةً ، فَسَلِّمْ عَلَیْهِمْ ، وَ أَقْرِئْهُمْ سَلَامِی ، فَقَدْ مَحَوْا مَا کَانَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ بِاسْتِغْفَارِهِمْ وَ تَوْبَتِهِمْ ، وَ اسْتَحَقُّوا الْکَرَامَةَ لِمَحَبَّتِهِمْ لَنَا وَ مُوَالَاتِهِمْ ، وَ تَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ ، وَ أُمُورَ عِیَالَاتِهِمْ ، فَأَوْسِعْهُمْ بِنَفَقَاتٍ وَ مَبَرَّاتٍ وَ صِلَاتٍ وَ رَفْعِ مُعَرَّاتٍ " .
ترجمه :
مأخذ : بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( علیهم السلام ) ) : 65 / 157 ، للعلامة الشیخ محمد باقر المجلسی ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجریة ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بیروت / لبنان ، سنة : 1414 هجریة .